[[{“value”:”
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
عدّ نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، “إعلان بكين”، خطوة متقدمة لترتيب البيت الفلسطيني، مؤكداً أنه “يُشكّل مرحلةً جديدة، ومطلوب البناء عليه بإجراءات عملية وتنفيذية”.
وأكد مزهر في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أن نجاح تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون أي عراقيل أو مماطلة.
وقال: “لمسنا هذه المرة إصراراً وجدية للوصول إلى اتفاق وتذليل العقبات من جميع الأطراف، في ضوء استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، والتحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية”.
وشدد مزهر على أن الاتفاق “بمثابة الوصول إلى استراتيجية وطنية”، مشيراً إلى أن النجاح في وضع جدول زمني محدد وإجراءات وآليات لتنفيذ ذلك سيمكن من إنجازه.
وبين أن جميع القوى المشاركة في مباحثات بكين، “ناقشت بمسؤولية كبيرة كافة القضايا المهمة، واستطاعوا الوصول إلى اتفاق يساهم في ترتيب البيت الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافق وطني مهمتها إعادة الإعمار والتمهيد لانتخابات شاملة”.
ولفت القيادي في الشعبية إلى وجود موقف وطني موحد بضرورة وقف العدوان وانسحاب الاحتلال بشكل شامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى التحرك على كافة المستويات لإنهاء معاناة الأسرى التي تصاعدت بعد السابع من أكتوبر.
وأكد مزهر أن اجماع الفصائل على حق شعبنا في المقاومة بكافة الأشكال، تعد “نقطة مهمة ومحورية في الاتفاق، مما يشير إلى وجود إجماع وطني غير مسبوق منذ سنوات طويلة على هذا الخيار، وهو عامل التفاف وطني مهم”.
ورغم التفاؤل الذي أباده القيادي في الشعبية إلا أنه نبه إلى وجود جملة من العراقيل التي ستعترض الاتفاق، مؤكداً “لا خيار أمام شعبنا إلا التصدي الموحد لهذه المهددات؛ فدماء الشهداء والتضحيات الكبيرة التي يقدمها شعبنا يجب أن تكون الدافع الأساسي للمضي قدماً في تنفيذ بنود الاتفاق من خلال آليات تنفيذ جدية على أرض الواقع”.
وأردف قائلاً: “صحيح أن التجارب السابقة كانت مريرة بخصوص تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جولات الحوار الفلسطيني على أرض الواقع؛ ولكن هناك توافق وطني مهم على القضايا الأساسية والاستراتيجية التي لا يمكن القفز أو تخفيض سقفها”.
وشدد مزهر على أن “الفشل هذه المرة يعني نجاح الاحتلال في تحقيق أهدافه السياسية على أرض الواقع”.
وأشار إلى أن الجبهة الشعبية ستواصل جهودها وضغوطها على كافة المستويات ومع جميع القوى والفصائل من أجل تحديد أجندة زمنية لتنفيذ ما جاء عليه الإعلان.
وقال: “ندرك تماماً أن هذا الاتفاق سيفشل أي مخططات إسرائيلية وغربية أو من بعض أنظمة الرجعية العربية لما يُسمى اليوم التالي، والذي يتيح التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية”.
وبَيّن نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أن إعلان بكين والإجماع على تذليل العقبات في جميع الملفات “تقريباً، يؤكد على أن اليوم التالي لانتهاء الحرب هو يوم فلسطيني خالص، ورفض للتدخلات الخارجية في الشؤون الفلسطينية”.
وطالب مزهر جميع الأطراف العربية والدولية بإنجاح الاتفاق والتعامل مع القوى والفصائل التي وقعت على هذا الاتفاق كقيادة وطنية مؤقتة لحين الوصول لانتخاب قيادة فلسطينية جديدة بعد إجراء انتخابات شاملة.
وسبق أن أجرت حركتا حماس وفتح جولات متعددة من محادثات الوحدة عقب تولي حماس السلطة في قطاع غزة عام 2007، ولكن في كل مرة كانت جهود الوحدة تتعثر بسبب تخلي السلطة عن تنفيذ ما جاء في تلك الاتفاقات، ورفض الغرب القبول بأي حكومة تضم حماس ما لم تعترف صراحة بالاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي “إعلان بكين” فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حرب الإبادة على غزة، والتي أسفرت حتى اللحظة عن أكثر من 39 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 90 ألف آخرين معظمهم أطفال ونساء، وإلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية والاقتصادية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]