باريس /PNN / أعلنت الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لإغاثة غزة الذي نظم الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، عن التزامات بتقديم مساعدات تتجاوز قيمتها مليار يورو إلى القطاع الذي يشهد عدوانا إسرائيليا متواصلا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وعقد المؤتمر بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل الدعوة لاحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتعزيز الحصول على المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية والإغاثية التي يحتاج إليها قطاع غزة في قطاعات الصحة والمياه والطاقة والغذاء، والدعوة إلى حشد الدعم المالي من أجل دعم الوكالات والمنظمات الدولية الفاعلة ميدانيًا.
وشارك في المؤتمر رئيس الوزراء محمد اشتية، إلى جانب رئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيس مجلس أوروبا، ورئيس قبرص، ورؤساء وزراء: اليونان، والنرويج، وإيرلندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، إضافة إلى وزراء التعاون الكندي والبريطاني والهولندي، ووزراء خارجية السويد والبرتغال وتركيا، ووزير الخارجية المصري، ورئيس الهيئة الهاشمية الأردنية، ونائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإنسانية، ونائب وزير الخارجية الألماني، إلى جانب رؤساء منظمات الأمم المتحدة.
وفي نهاية المؤتمر، أعلن المنظمون أن التعهدات التي قدمتها الدول المشاركة فاقت مليار يورو، وأنها يمكن، في بعض الحالات، أن تشمل التزامات سبق أن تمّ الإعلان عنها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وسيُستخدم جزء كبير من هذه المساعدات لتلبية حاجات الأمم المتحدة لمساعدة أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، والتي تقدر بنحو 1,2 مليار دولار حتى نهاية العام 2023.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الذي عقد في قصر الإليزيه إلى “العمل من أجل وقف إطلاق نار” في قطاع غزة.
وقال ماكرون أمام ممثلي خمسين بلدا ومنظمة إنسانية “في المدى القريب، علينا أن نعمل على حماية المدنيين. وينبغي من أجل ذلك إقرار هدنة إنسانية سريعا جدا، والعمل من أجل وقف إطلاق نار”. وأضاف “يجب أن يصبح ذلك ممكنا”.
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنه “من الضروري” حماية المدنيين في قطاع غزة وعلى أنه لا يمكن أن تكون هناك معايير مزدوجة في ما يتعلق بحماية الأرواح البشرية. وأضاف أن “هذا أمر غير قابل للتفاوض”.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني يتدهور “أكثر كل يوم” في غزة، داعياً إلى تنسيق المساعدات وتنظيمها بطريقة ملموسة حتى يكون من الممكن نقلها.
وأعلن ماكرون أيضاً أنّ بلاده ستزيد مساعداتها لقطاع غزة من 20 إلى 100 مليون يورو.
بدورها، استنكرت مصر خلال المؤتمر “الصمت الدولي عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكبها اسرائيل” في الأراضي الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري “ما تفعله الحكومة الإسرائيلية يتجاوز الحق في الدفاع عن النفس” مندداً بـ”اهتزاز” في “الضمير العالمي”.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية قد قال في كلمته خلال المؤتمر، إن “الوقت من دم في قطاع غزة، ففي كل ساعة تقتل إسرائيل 6 أطفال و4 نساء”، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأضاف أن “طريق الآلام الفلسطيني” لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل عمره 75 عاما، في مخيمات اللجوء، وفي الشتات وفي الضفة الغربية والقدس، وتحت الحصار والحرب في قطاع غزة.
وأشار إلى أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي الإنساني وترتكب جرائم بحق الأبرياء بما فيها القتل والحصار والتهجير والتجويع”.
وقال: “المطلوب وقف الحرب فورا لكي يصبح هناك معنى للإغاثة الإنسانية، وما معنى أن يحصل الفلسطيني على وجبة العشاء ويُقتل في اليوم التالي؟”.