بيت لحم /PNN- نجيب فراج – كان اللقاء مختلف حينما عانق الاسير المحرر جعفر حمدان عبيات من سكان مدينة بيت لحم الحرية بعد اعتقال استمر لمدة 17 عاما بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكرية لحركة فتح.
استقبلته والدته بالاحضان وبكثير من الدموع وخر على قدميها لتقبيلهما فهي المرة الاولى التي يكون جعفر بين احضانها وقبلت الوالدة الارض قائلة حمدا لله على السلامة وشكرا له لانه جعلني ان اشاهد ابني بعد كل هذا الحرمان وهذا السجن البغيض.
كان اللقاء مختلف حينما حضن الاسير جعفر نجله الوحيد عاطف والذي تركه قبل 17 عاما عندما كان طفلا رضيعا وهو لم يصدق انه يحتضن شابا بعمر الورد بعد كل هذه السنوات العجاف، وكان جعفر قد خاطب نجله قبل عامين في رسالة سربها من خلف القضبان الى عاطف الذي اسماه على اسم الشهيد عاطف عبيات احد قادة كتائب شهداء الاقصى واغتالته قوات الاحتلال في عام 2001، وجاء في الرسالة” اهداء من الاسير جعفر عبيات الي ابنه عاطف
احلى الاسماء، اسمك عاطف حروفه عطره رسمه الحان، سلامي لك يا اروع رجلا، فراقك صعب يشعل القلب نيران اه يا عاطف الصغير فراقك الم لمن كان يعشق الحريه هيمان لله كم اعشقك حبا النرجس، ضحكتك ولمستك ريحان، تدخل القلب بلا إذن كأنك حلم يداوي قلبي الولهان ، لك كياني ودنياي واحلامي ،روحي وروحك واحده والجسد اثنان
لن يحول بيني وبين حبك البعد وما استطعت لذكراك عاطف نسيان
فسلام الله عليك كيف خلقك في احسن صوره واسمى عنوان”.
كان اللقاء مختلف حينما استقبلته زوجته في جو لا يمكن وصفه وكأن اللقاء جاء بعد مخاض عسير حس فيه كل الاطراف لحظات خطر حقيقية، ولكن الوفاء والاخلاص قد طوى كل صفحات الالام والوجع والحرمان.
كان اللقاء مختلف .. لان جعفر يخرج من خلف القضبان ويترك خلفه الاف الاسرى وهم يعانون الجوع والالم والضرب والحرمان من النوم واصفا السجن الان وامام كل محبيه الذين استقبلوه بحرارة شديدة وبشعور النصر القادم بانها ساحة للضرب والابادة، وقال امام مستقبليه وهو يسرد بعضا من كل هذه الاثار وفضل ان يتطرق الى ما يسمى بمستشفى سجن الرملة”ان ادارة السجن اخرجت الاسرى ناهض الاقرع وخالد الشاويش ومنصور موقدة وهم اسرى يعانون من اصابات بالغة ومشلولي الحركة وهم بحاجة الى عناية طبية دائمة وظلوا على مدى العقدين من السجن في المشتفى ولكنهم ومنذ السابع من اكتوبر اخرجوهم الى سجون اخرى ووضعوهم في غرف لوحدهم بدون عناية وبظروف صعبة وبقليل من الدواء وهم يحاجة الى من يعتني بهم وبالتالي اصبح الخطر داهم على حياتهم في مثل هذه الظروف الصعبة مؤكدا ان اخراجهم هو جزء من حالة انتقام لا يمكن ان يستوعبها العقل”.
واضاف ان مصلحة السجون اعتدت على الاسرى جميهم ولا يفرقون بين اسير من فتح او اخر من حماس او ثالث من الجبهة الشعبية او رابع من الجهاد الاسلامي فكل الاسرى اعداء واهداف لهذه الادارة التي تستخدم اودات قمعها ضد الاسرى سواءا المتسادا او النحشون او حتى الشاباك الذي يتدخل في الاسرى ويضغط عليهم في اطار هذا الانتقام الاسود، وشدد ان حالة الانتقام تستهدف اذلال الاسرى وعلى الرأس منهم اسرى قطاع غزة ففي سجن عوفر هناك قسم رقم 23 خصص لاسرى قطاع غزة واستخدموا معهم اساليب غير انسانية ويطلبون منهم الحبي ومن ثم النباح وسط انزال الهروات على اجسادهم كما كانوا يلقون الاكل على الارض ويطلبون منهم تناوله بافواههم، انهم يقدمون الاكل الغير طازج للاسرى وحبة البندورة الواحدة تخصص لاربعة وجميع الاكل المقدم غير ناضج وبدون ملح او اي بهارات، واختتم عبيات حديثه بالقول ” اننا ننتظر فرج الله ونعلم علم اليقين ان الفرج قادم وقريب انشاء الله بعد كل هذا الظلام والحلكة”