[[{“value”:”
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
بدا واضحا أن عمليات التجريف الواسعة التي شرعت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا للأراضي الزراعية في بلدة “سنجل” شمالي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، خطوة تسبق إقامة جدار عازل من شأنه أن يحرم أهالي البلدة من الوصول إلى أراضيهم البالغة مساحتها نحو ثمانية آلاف دونم (الدونم ألف متر مربع)، وتُزرع فيها الأشجار المثمرة التي تعتمد عليها حوالي 200 أسرة في معيشتها.
وتستهدف عمليات التجريف أراضي الفلسطينيين في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة “سنجل” بمساحة تُقدر بحوالي 30 دونماً من الأراضي التي جرى وضع اليد عليها بقرار من سلطات الاحتلال، صدر قبل ثمانية أشهر، لإقامة جدار أمني، وهو جزء من مخطط الاحتلال لعزل الأراضي عن الشارع الاستيطاني رقم 60، الذي يخترق أراضي البلدة.
وفشلت محاولات قانونية استمرت ثمانية أشهر في المحاكم الإسرائيلية، لمنع إقامة الجدار، الذي سيبلغ طوله 1500 متر، وبارتفاع أربعة أمتار، وسيؤدي إلى قطع التواصل بين أهالي البلدة وأراضيهم الواقعة قرب الشارع الاستيطاني، حيث قدم أصحاب الأراضي اعتراضات على القرار، إلا أن المحاكم رفضتها، مدعية أن القرار غير قابل للاعتراض.
ويشير نائب رئيس بلدية “سنجل”، بهاء فقهاء إلى أن الاحتلال “يريد من هذه الخطوة وصل المستوطنات ببعضها، ما يعني أننا سنكون أمام تجمّع استيطاني ضخم محميّ بأبراج المراقبة العسكرية المزودة بالكاميرات الإلكترونية”.
وأوضح أن “هذه المستوطنات لا يفصل بعضها عن بعض إلا الأراضي الزراعية التابعة لبلدة سنجل، ولا سبيل لربط بعضها ببعض إلا عبر مصادرة هذه الأراضي التي تبلغ مساحتها آلاف الدونمات، وبالمقابل، ستتقلص أراضي البلدة المتاحة للسكن والزراعة”، بحسب قدس برس.
وسيقيّد الجدار حركة الفلسطينيين في “سنجل”، ويجبرهم على استخدام طرق بديلة للوصول إلى الشارع الرئيسي، “ليضاف إلى الكثير من القيود المفروضة أصلاً على الأهالي، خصوصاً بعد إنشاء بوابة حديدية عند المدخل الرئيسي للبلدة، وإغلاق المداخل الأخرى كافة بالسواتر الترابية بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق فقهاء.
وشدد نائب رئيس بلدية “سنجل” على أن “الخطورة الأكبر لهذا المشروع، تتمثل بمنع الفلسطينيين في البلدة من الوصول إلى آلاف الدونمات الزراعية الموجودة على الطرف الثاني من شارع 60، وهذا ما يثير المخاوف من كون المشروع مقدمة لاستكمال بناء الجدار على طول شارع نابلس القديم الواقع شماليّ سنجل، ومن ثم عزل البلدة بالكامل عن الأراضي المصنفة ج المملوكة لأهالي سنجل، تمهيداً لمصادرتها”.
وسيؤدي الجدار أيضاً إلى محاصرة بلدة “ترمسعيا” المجاورة، وبعد استكمال بنائه، لن يعود بمقدور المسافر عبر الطريق رؤية البلدة التي طالما تغنّى المارّون بمركباتهم بجمال مدخلها المزيَّن بالنخيل على جانبيه، وبالطراز الحديث لبيوتها، وأغلبها مشيَّد وفق نظام الفلل المكونة من طابقين يعلوهما “القرميد”.
“}]]