وأخيرا وبعد التقييم القانوني المستقل يتجه مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، خلال اجتماعه في الثالث من الشهر القادم “10/2024” لدراسة فرض عقوبات على الاتحاد الاحتلالي الاسرائيلي لكرة القدم بسبب انتهاكاته للوائح الاتحاد الدولي “الفيفا” والقانون الدولي، من اجل تحقيق العدالة والمساواة لكرة القدم الفلسطينية ولاعبيها، وضربة مدوية للاحتلال الإسرائيلي في عالم الرياضة.
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لم يقف مكتوف الأيدي أمام الممارسات والجرائم الإسرائيلية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، بل حمل شعار محاسبة الاحتلال قانونياً، فلجأ إلى الاتحادات القارية والدولية، مطالباً بإنصاف الرياضة الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
ومن هنا نؤكد ونجزم جميعا بالقول والفعل على أرض الواقع وليست بشعارات وهمية، أن الدبلوماسية الفلسطينية لا تقتصر على السياسة فقط، بل امتدت لكافة الموضوعات والقطاعات، ومن بينها القطاع الرياضي، لأن الرياضة لا تقلق شأناً في عالمنا الحالي عن بقية القطاعات، فهي لغة الشعوب وتواصلها، ولما تحظى به من شعبية كبيرة وشاملة عند اغلبية شعوب العالم.
إن تأكيد ومطالبة الفريق جبريل الرجوب- رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في كلمته خلال اجتماع كونغرس الفيفا رقم (74) بتاريخ 17/05/2024، بتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم كعضو في الاتحاد الدولي، وبشكل فوري، بما يشمل ذلك من عدم إمكانية ممارسة حقوق العضوية بموجب لوائح الفيفا ولضمان احترام قوانين الفيفا، إضافة إلى حظر الاتحاد الإسرائيلي وأعضائه المباشرين وغير المباشرين من أي نشاط متعلق بكرة القدم يقع ضمن اختصاص الفيفا بشكل فوري، وإلى حين أن يتم احترام قوانين الفيفا.
إن المطلب الفلسطيني المقدم “للفيفا” يعتبر مطلباً قانونياً وشرعياً ضد الخروقات والتجاوزات والمخاطر التي تواجهها منظومة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بفعل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، والتي فرضت عليها وقف كافة الأنشطة الرياضية في كل الأراضي الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من تدمير لكافة المنشآت الرياضية واستشهاد واعتقال وإصابة مئات الرياضيين بما فيهم عشرات النجوم في الألعاب الفردية والجماعية.
ومن هنا جاء مشروع قرار الفلسطيني المقدم “للفيفا” من اجل إخضاع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم للمساءلة والمحاسبة، لانتهاكاته الواضحة لقوانين “فيفا” وعزلها، ووقف إسرائيل انتهاكاتها لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالأنشطة الرياضية الفلسطينية، وكذلك توفير كل أسباب القدرة والظروف المناسبة للاتحاد الفلسطيني للعمل على تطوير ونشر الرياضة في كل الأراضي الفلسطينية.
إن الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية “الرجوبية” وبحكنتها السياسية إستطاعت ان تجعل العالم كله يصطف خلف قضيتنا الفلسطينية في كافة المحافل الدولية دون استثناء، مما أثار غضب اسرائيل وحكومتها واصبحت “تضرب اخماساً بأسداس”، مدركة ان سياسة وحنكة القيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عباس، لا تقف على الجانب السياسي فقط بل امتدت إلى كل الجوانب دون استثناء، واصبحت اسرائيل تصف كل من يقف امام سياستها الفاشية “بالإرهابي” ويجب معاقبته والقضاء على تحركاته الدبلوماسية، وخير دليل على ذلك التهديدات التي صدرت عن أكتر من وزير احتلالي إسرائيلي.
ومن هنا جاء طرح قضيتنا الرياضية على كونغرس” الفيفا” لنرسل رسالة مدوية للعالم أجمع .. “كفى…كفى…كفى”، وحان الوقت لرفع الكرت ألأحمر للاحتلال الاسرائيلي، عن اعماله وافعاله الاجرامية النازية البشعة بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني، ومن بينها المنظومة الرياضية الفلسطينية.