[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“صارت أكبر أحلامنا إنا نوقف عالشباك نشوف الشمس والشارع”.. بهذه الكلمات الممتلئة بالوجع يوجه طبيب من الكوادر الطبية المحاصرة داخل مستشفى الأمل، رسالة إلى العالم من خلال “الجوّال الوحيد” المتوفر داخل المستشفى بعد أن سرق الاحتلال جميع الهواتف من المتواجدين في المستشفى.
رسالة ممتلئة بالمأساة التي تعبر عن حال قطاع غزة بأكمله، وليس “الأمل” وحده الذي يحاول خنقه هذا العدوّ عبر عدوانه الغاشم، بل كل مظاهر الحياة في القطاع المنكوب منذ بدء الحرب النازية التي دمّر خلالها جيش الاحتلال غالبية القطاع ومظاهر الحياة فيه.
يواصل الطبيب بث رسالته في مقطع فيديو، رصده المركز الفلسطيني للإعلام، وبلغته الغزاوية العفوية: “مرحبا.. بعرفش قديش إلنا محاصرين داخل مستشفى الأمل.. بصراحة بطلت أعد، بس اللي بدي أحكيلكم ياه، صارت أكبر أحلامنا إنا نوقف عالشباك، نشوف الشمس والشارع، بس للأسف بنقدرش، لأنه وقفتك عالشباك بتعني الموت، لأنه قناصة الاحتلال عم تستهدف أي شيء بتحرك جوى المستشفى.
ويستدرك الطبيب حديثه الممزوج بالألم والأمل: حتى جوالاتنا اللي كنا بعز تعبنا بنمسكها وبنفتحها وبنشوف صورنا إحنا وأهالينا وصحابنا وبنتذكر غزة كيف كانت سرقها منّا جيش الاحتلال.
ويتابع بالقول: بتحسهم ما بدهم يخلو إلك ولا أي ذكرى حلوة من هاي البلد، متخيلين أنا كل الطاقم الموجود من الأطباء في مستشفى الأمل. بنستخدم جوال واحد وكل كم يوم حتى يصح للواحد فينا ربع ولا ثلث ساعة لحتى يحكي مع أهله ويطمن عليهم، إن مسك الخط كمان.
ويشرح عمق المأساة التي يواجهونها بالقول: “حتى بنروح نوقف بمكان خطير عشان إنت تشبك نت أو تحكي مكالمة”.
ويوجه رسالة مستترة ودعوة للتحرك لهذا العالم بضرورة وقف العدوان على المستشفيات وعلى كل قطاع غزة، قائلا: “الإشي اللي بدي أحكيلكم ياه كمان إنه استهداف المستشفى ما بوقف.. كل يوم”.
حصار متواصل
ويواصل جيش الاحتلال حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل، في ظل حالة من الرعب والتوتر والهلع يواجهها كل المتواجدين داخل المستشفى من كوادر ومرضى ونازحين.
ولم تتوقف جرائم الاحتلال في مستشفى الأمل عند هذا الحد، فقبل أيام وثقت جمعية الهلال الأحمر، مشاهد لاستهداف سياراتها وطواقمها الذين سعوا لإيصال عبوات من الأوكسجين إلى داخل المستشفى لإنقاذ حياة المرضى.
كما وثق النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي الحالة المأساوية التي وصل إليها المستشفى مع إجرام الاحتلال بحق المتواجدين فيه وتكبيلهم وضربهم في مشهد يندى له جبين الإنسانية.
تعطل محطة تحلية المياه بمستشفى الأمل في خان يونس
ولا يتوقف إجرام بحق المستشفى، الذي يسعى لقطع الأوكسجين وضوء والشمس وكل شيء عن الذين في داخله، فيعمد إلى استهداف محطة التحلية ليقطع عنه آخر سبل النجاة والحياة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة تحلية المياه بمستشفى الأمل في خان يونس تعطلت إثر استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الجمعية أن كمية مياه الشرب المتوفرة في مستشفى الأمل لا تكفي سوى 3 أيام فقط.
وكان الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف في مستشفى الأمل بشكلٍ مباشر ليمنع كوادر الهلال الأحمر من القيام بواجبها في نقل المرضى للمستشفى.
تحذير من مجزرة
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس حذرت، من ارتكاب قوات الاحتلال “الإسرائيلي” مجزرة جديدة بعد اقتحامها لساحة مبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفى الأمل في خانيونس.
ونوهت حركة حماس في تصريح صحفي، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مشفى الأمل وسط إطلاق النار بكثافة على المتواجدين فيه من طواقم طبية وجرحى ونازحين، وتهديده لهم بالخروج منه وإخلائه.
حرب المستشفيات متواصلة
أعلنت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، خروج مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي القطاع عن الخدمة بعد حصار دام لأكثر من أسبوع أعقبته غارات مستمرة.
بدوره، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف بالقصف المدفعي الطابق الثالث من مستشفى الأمل بخانيونس جنوبي قطاع غزة.
وكان مستشفى ناصر أكبر منشأة طبية عاملة في غزة حتى اليوم الأحد. والمستشفى الذي يخضع لحصار، داهمته القوات الإسرائيلية الخميس الماضي.
أما مستشفى الأمل، فيتعرّض لاستهداف متواصل منذ 27 يومًا أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين من المرضى والنازحين، بينما تتمركز دبابات الاحتلال أمام المبنى منذ أسبوعين.
“}]]