اغتيال هنية بين فرص الاحتواء الدبلوماسي وتوسع الحرب إقليمياً

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تمثل عملية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت، نقطة تحول في مسار حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ 10 أشهر، قد تفتح الباب واسعًا أمام تصعيد كبير في المنطقة أو احتواء دبلوماسي يقود “إسرائيل” العاجزة عن تحقيق النصر إلى القبول بالمقترح الذي قدّمه الرئيس بايدن لاتفاق الهدنة منعًا لسيناريو التصعيد الأول.

وفي ورقة بحثية نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات تحت عنوان “اغتيال إسماعيل هنية وتداعياته”، يعتقد المركز أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يأمل بانتزاع صورة انتصار ما زال عاجزًا عن تحقيقه بحيث يمكنه استخدامه مبررًا لمواصلة الحرب بطريقته إلى حين فرض تصوّره لما يسمى اليوم التالي، إلا أن عملية الاغتيال تهدد بتوسيع رقعه الصراع في المنطقة، إذا ما قررت إيران وحزب الله الرد بقوة غير متوقعة على اغتيال هنية وفؤاد شكر، القيادي العسكري البارز في الحزب.

حسابات إيران

وتربط الورقة احتمال توسع رقعة الصراع العسكري بحسابات إيران، وردّها المتوقع على اغتيال هنية، بينما يقف العالم العربي عمومًا موقف المتفرج أمام العربدة الإسرائيلية في المنطقة.

#حسن_نصر_الله: المعركة فتحت على كل الجبهات.. و #إيران تعتبر اغتيال #هنية أمر يمس أمنها القومي وسيادتها#لبنان#الحدث pic.twitter.com/eqHNnsBvoq

— ا لـحـدث (@AlHadath) August 1, 2024

ويشير تقدير الموقف إلى أن التصريحات الإيرانية اتسمت “بالانضباط إلى حد لافت” في الساعات الأولى التي أعقبت عملية الاغتيال، حيث لم يُشِر أيٌّ منها إلى ضلوع “إسرائيل” في العملية، ولم تحمل أيّ التزام بالرد، وبوجه خاص تلك التي صدرت عن الحرس الثوري.

ويوضح أن التوجه الإيراني انعكس بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، معللاً التريث في اتهام الاحتلال الإسرائيلي بعملية الاغتيال، بمحاولة فهم ما جرى بالضبط، إذ أن إيران لن يكون بمقدورها، نتيجة حجم الضربة التي وقعت على أراضيها، إلا أن تنفذ رداً من نوع ما، قد يشبه ما قامت به حين اغالت واشطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في مطار بغداد مطلع عام 2020.

اغتاله العرب قبل إسرائيل بالخذلان!
لم تكن إسرائيل وحدها من اغتالت هنية
بل كان معها عربٌ وعجم!
ويكفي أن أقول:
كُلُّ مَن خذل غزة طوال 10أشهر وحاصرها وجَوّع أطفالها هو مشاركٌ في اغتيال هنية!
حتى إيران قصّرت في الحفاظ عليه وهو في عاصمتها وتحت حمايتها
وسَتُقصّرُ في الانتقام له كعادتها pic.twitter.com/MEMbp1evl9

— خالد الرويشان (@k_alrowaishan) July 31, 2024

ويرى تقدير الموقف أن إيران تقف أمام اختبار كبير، حيث يسعى رئيسها الجديد إلى فتح باب الحوار مع الغرب، وفي الوقت نفسه تريد أن تقوم بردٍّ ما لا يورطها في مواجهة مفتوحة مع “إسرائيل”، ولا تريد التأثير سلبيًا في فرص الحوار مع واشنطن، ولا سيما أن ذلك أحد أهداف عملية الاغتيال التي أمر بها نتنياهو في طهران.

احتمالات الصفقة

وذهب تقدير الموقف إلى احتمال التوجه نحو اتفاق في وقت تشتد فيه الضغوط الداخلية والأميركية على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق ووقف الحرب التي استنفدت أغراضها في قطاع غزة، وفق منطق الإدارة الأميركية.

“طرقنا كثيرًا باب (الحكام) العرب ولم نتلقى رد، لم نجد أمامنا الا قبول دعم ايران التي كانت تدق بابنا وتعرض الدعم”

خالد مشعل يتحدث عن علاقة حماس بإيران pic.twitter.com/u3PTkdjXji

— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) August 1, 2024

ويلفت تقدير الموقف إلى أن رفع مستوى التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” قد يمثّل المرحلة التي تسبق عملية التهدئة، حيث تخشى أطراف إقليمية ودولية عديدة من فقدان السيطرة كليًا على الوضع ودخول المنطقة في مواجهة شاملة تنجرّ إليها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

ويرى أن الضغوط الدولية ستزداد خلال الفترة القادمة على نتنياهو للقبول “بصورة الانتصار” الذي حاول انتزاعه من خلال اغتيال هنية في طهران وشكر في بيروت، والتوجه إلى إبرام اتفاق يُنهي الحرب في قطاع غزة.

“خطاب السيد علي #الخامنئي في شهادة القائد #إسماعيل_هنية كان أشد من خطابه حين اعتُدي على القنصلية في دمشق لأنه لم يُعتدى على سيادتهم فحسب بل المساس بأمنهم القومي وهيبتهم وتم المسُّ بشرفهم”

السيد حسن #نصرالله في تشييع الشهيد #فؤاد_شكر#الميادين pic.twitter.com/HoJcdOZhho

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 1, 2024

واستند التقدير في هذا الرأي إلى إصدار كاميلا هاريس ودونالد ترامب مواقف تدعو إلى ضرورة إنهاء الحرب، رغم مزايدتهما على بعضهما في مسألة دعم “إسرائيل” خلال لقاءاتهما بنتنياهو.

ويقول تقرير المركز العربي إنه وعلى الرغم من ما بدت عليه عملية اغتيال هنية كأنها محاولة أخيرة من نتنياهو لتوجيه ضربة نهائية إلى مسار التفاوض، “فإن التوصل إلى اتفاق يبقى هو الخيار الوحيد؛ فحركة حماس ومعها بقية فصائل المقاومة وحاضنتها الشعبية لديها مصلحة حقيقية في إنهاء الحرب، في ضوء الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة”.

ويشير إلى أنه على الرغم من أن نتنياهو لا يبدو مهتمًا بالتوصل إلى اتفاق، فإن الخيارات أمامه محدودة؛ فهو لا يبدو بعد شهور من المحاولات الفاشلة أقرب إلى تحقيق أيّ من هدفَي الحرب، وهما القضاء على حماس وإطلاق الأسرى، في الوقت الذي تتزايد فيه ضغوط الشارع والمؤسسة العسكرية التي باتت تلحّ في طلب هدنة نتيجة التعب والإنهاك المستمرَين.

المشهد السياسي الفلسطيني

أما على الصعيد الفلسطيني الداخلي، فيعتقد التقدير أن نعي السلطة الفلسطينية هنية، باعتباره قائدًا وطنيًا كبيرًا، وإعلانها الحداد وتنكيس الأعلام، يمثل فرصةً جدّيةً للبناء على اتفاق بكين الأخير، الذي وُقّع في 23 تموز/ يوليو 2024.

في ١٥ إبريل عام ٢٠٠٢، ألقت #إسرائيل القبض على #مروان_البرغوثي القيادي بحركة فتح ولم يخرج حتى الآن، ولم تحاول قيادات السلطة الفلسطينية التدخل للإفراج عنه.
والعجيب أن من يشترط وجود اسمه في صفقة تبادل الأسرى هي حركة #حماس.
استمعوا لتصريحاته الأخيرة قبل القبض عليه لتفهموا الحقيقة.… pic.twitter.com/JL6VFG2ar8

— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) July 9, 2024

ومضى إلى القول: “يعزز هذا الأمر فرص تشكيل قيادة فلسطينية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتباره الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين للاستثمار في التضحيات العظيمة التي قدّموها، خاصة في الشهور العشرة الأخيرة وعدم السماح بإضاعتها”.

في حين رأى أن اغتيال هنية يضع قيادات حماس مجددًا في قلب النقاش العام جماهيريًا، نظرًا إلى أنها تدفع ثمن مواقفها من دمائها ودماء أبنائها، وأنها تقدّم بذلك تضحيات مثل أهل غزة المحاصرين في الداخل.

ويرى أن الاحتلال وباغتيال هنية “ضرب بنفسه السردية التي اشتغل عليها ومنصاته الإعلامية خلال عشرة شهور من الحرب حول افتراق أجندة قيادة المقاومة في الخارج عن هموم الشارع”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة