[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
في كل مرة تفرج فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي عن معتقلين من قطاع غزة، تتكشف المزيد من فصول جحيم التعذيب والتنكيل في السجون والمعسكرات الإسرائيلية.
وأفرجت قوات الاحتلال اليوم الأحد، عن 13 فلسطينيا من شرق رفح ونقلوا وهم في حالة صحية سيئة إلى مستشفى غزة الأوروبي.
وأفاد محررون أن طاقم الصليب الأحمر طلب منهم عدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية تكشف تفاصيل ما تعرضوا له من تعذيب خلال مدة اعتقالهم.
وقال مراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن الحالة التي ظهر فيها المعتقلون المفرج عنهم تكشف حجم ما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل خلال الاعتقال وهو نهج دائم لقوات الاحتلال على مدار العام الماضي.
شهادة مرّة لطبيب محرر
الطبيب الفلسطيني خالد السر – اخصائي الجراحة العامة بمجمع ناصر الطبي- أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام، كشف عن فظاعات وانتهاكات لا توصف تقترفها قوات الاحتلال بحق الأسرى.
الطبيب الذي اعتقلته إسرائيل وهو على رأس عمله في مجمع ناصر في مارس/ آذار الماضي، كشف عن أن العديد من الأسرى الفلسطينيين تعرضوا لاعتداءات جنسية في سجن سدي تيمان الإسرائيلي.
وقال الطبيب السر: في فيراير الماضي حاصر جيش الاحتلال مستشفى ناصر واعتقل 40 فردًا من الكادر الطبي، وبقيت مع زملائي في المستشفى مع المرضى المحاصرين، ولكن في مارس دخل الاحتلال المستشفى وحاصره من جديد.
وتابع: أخضعنا الاحتلال لتحقيق ميداني مدة 5 أيام، وبعدها جرى ترحيلنا إلى سجون الاحتلال.
وقال السر الذي فقد كثيرًا من وزنه: “بداية الاعتقال كانت صعبة جدًا، ولم يكن هناك تفريق بين الموجودين في السجن، الكل سواسية من حيث الإهانة والإذلال، لأننا كنا في سجون تابعة للجيش الإسرائيلي، وكان عندهم حقد كبير تجاه الفلسطينيين بشكل عام”.
اعتداءات جنسية
وتابع “عندما وصلت لسجن سدي تيمان في مارس وحتى يونيو/حزيران، عندما أغلق، تعرضنا خلال هذه الفترة لاعتداءات يومية، بل أنك لا تضمن أن تمسي وأنت بكامل أعضائك، ممكن كسرك أو الاعتداء عليك جسديًا أو جنسيًا”.
وأشار السر إلى أن العديد من الأسرى تعرضوا لاعتداءات جنسية في سجن سدي تيمان، مضيفا “سجن سدي تيمان ينقسم إلى 4 أقسام، وقسم (ب) معروف بقسم الجحيم بسبب أن كثيرا من الأسرى تعرضوا للاعتداء الجنسي فيه”.
وكشف الطبيب الغزّي، أن قسم (ج) في السجن ذاته كان يوجد به ضابط يسمي نفسه “أبو علي”، كان يغتصب الأسرى، موضحا “كان هذا الضابط أسبوعيًا، يأخذ أحد الأسرى وينهال عليه بالضرب هو وزملاؤه، وممكن أن يغتصبوه بالعصي والهراوات، فضلا عن الإهمال الطبي، الذي يتعرض له الأسرى بعد تكسيرهم والاعتداء عليهم، حيث يُتركون بدون أي علاج أو متابعة صحية”.
ضرب وشتائم
وفي السياق، كشف الأسير المفرج عنه أيوب العاصي، في شهادته التي أدلى بها لـ المركز الفلسطيني للإعلام أنه تعرض رفقة أسرى كانوا معه لاعتداءات شديدة لا تكاد توصف، ضربًا وشتمًا وتنكيلًا.
وقال العاصي إنه اعتقل قرب معبر كرم أبو سالم قبل 65 يومًا، عندما كان يستقل شاحنته الخاصة بالغاز، حيث كان في مهمة لتعبئة غاز الطهي، كالمعتاد، مضيفًا: جرى إطلاق النار علينا بكثافة وهناك من استشهد وأصيب، وجرى اعتقالي رفقة آخرين.
وأوضح أنه تعرض للضرب طيلة الأيام التي قضاها في الاعتقال، منبها إلى أن أصعب ما تعرض له هو استخدامه كدرع بشري من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: كنا لا نعرف الأوقات، حيث لا يسمح لنا رفع عصبة الأعين إلا عند النوم، ومن كان يرفعها يتعرض لتنكيل ممنهج، وقاسي.
وتابع كانوا يعصبون أعيننا بشكل محكم، ونقوم بالمشي أمام الدبابات الإسرائيلية، وسط إطلاق النار والقذائف، “كانت أيام مرعبة، ورأينا فيها الموت ألف مرة”، مضيفا أنه في إحدى المرات جرى إنزالنا في أحد الأنفاق للتأكد من خلوها من المقاتلين أو المتفجرات، وحين ما يتأكدون يخرجوننا منها، ومن ثم ينزلون هم.
آلاف المعتقلين
وإثر اجتياحها البري لقطاع غزة، في 27 أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين ومنهم نساء وأطفال ومسنون وأخفت غالبيتهم قسراً بعد أن اعتقلتهم من منازلهم ومراكز الإيواء وعلى الحواجز خلال النزوح.
وأفرجت قوات الاحتلال على دفعات عن آلاف المعتقلين، الذين قدموا شهادات مروعة عن أهوال التعذيب في سجون الاحتلال ومنها القتل والاغتصاب.
ويحتجز الاحتلال نحو 2500 أسير وأسيرة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في سجون: سيديه تيمان، عنتوت، عوفر العسكري، والنقب، وفقا لتصريحات رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس.
وفي وقت سابق، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون، روى أسرى أفرج عنهم مؤخراً فظاعات ترتكب في السجون، بما في ذلك التعذيب الممنهج والحرمان من النوم والطعام والماء، وانتشار والأمراض، ما أدى لارتقاء العشرات منهم تحت التعذيب.
وكان نادي الأسير قد قال في بيان سابق، إن بعض المعتقلين في سجون الاحتلال من قطاع غزة بترت أطرافهم من دون تخدير، بسبب عمليات التقييد المستمرة.
وأشار إلى أن الاحتلال يبقي المعتقلين مقيدين لـ 24 ساعة ومعصوبي الأعين، كما يتعرضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكل الوسائل والأدوات ومنها الهراوات والكلاب البوليسية.
ولفت إلى أن الاحتلال يمارس بحقهم جريمة الإخفاء القسري والتجويع، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد.
ويمنع الاحتلال المعتقلين من التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب، بحسب نادي الأسير الذي أكد أيضًا تنفيذ اعتداءات جنسية بحقهم وتعرض بعضهم للاغتصاب.
“}]]