الخليل /PNN / تقرير دلال الوحيدي – تعيش محافظة الخليل تحت حصار شديد يتمثل باغلاق مداخلها كافة من قبل جيش الاحتلال واتخاذها اعتداءات و اجراءات صارمة بحق المواطنين كنوع من العقاب الجماعي طال كافة نواحي الحياة في اطار سياسة التحريض الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
و قال تيسير ابو سنينة رئيس بلدية الخليل إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت منذ السبت الماضي بإغلاق مداخل ومخارج مدينة الخليل بالكامل، مما أدى إلى تحويل المدينة إلى “سجن كبير” مما اثر و يؤثر سلباً على حياة المواطنين.
وأوضح ابو سنينة في حديث خاص مع مراسلة PNN بالخليل أن المدينة تعتبر عاصمة الاقتصاد الفلسطيني وتعتمد بشكل كبير على التجارة، مشيرا الى حالة من الشلل التام الذي تعاني منه المدينة نتيجة الإغلاق، فالتجارة في المدينة تعتمد بشكل كبير على الزوار من البلدات المحيطة ومن الداخل المحتل، وبالتالي فإن منع التنقل أدى إلى توقف الحياة التجارية في المدينة.
و أضاف رئيس بلدية بيت لحم أن الإغلاق تسبب بصعوبة كبيرة في قدرة البلدية على تقديم خدماتها الأساسية، خصوصاً في مجال جمع النفايات، موضحا ان مكب النفايات الرئيسي يقع خارج المدينة في قرية المنيا شرق بيت لحم.
واضاف انه ومع إغلاق المداخل تراكمت النفايات في شوارع الخليل، حيث بلغت كمية النفايات المتراكمة نحو 1500 طن، مما حول الشوارع إلى بؤرة بيئية وصحية خطيرة، وأشار إلى أن النفايات المتراكمة بدأت تطلق روائح كريهة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد أبو سنينة أن سياسة الاحتلال تتبع نمطاً من العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يفرض فيها الإغلاق ومنع التجول رداً على أي عمل مقاوم، مما ينتهك حقوق الإنسان الأساسية في حرية التنقل والحياة الاجتماعية.
واوضح انه و جراء هذا الحصار توقفت اشكال عديدة من الحياة عن العمل منذ بدء الحصار والاغلاق على المدينة حيث توقفت المصانع عن العمل كما توقفت الحياة والحركة التجارية في. الاسواق
المواطنون واصحاب المحلات بدورهم عبروا عن سخطهم نتيجة استمرار الاحتلال بفرض سياسة العقاب الجماعي على المدينة والمحافظة.
و أفاد السائق العمومي، محمد طميزي، بأن إغلاق الطرق والحواجز المنتشرة في المناطق الفلسطينية يعاني منها كافة أفراد الشعب الفلسطيني، وليس فقط السائقين، وأوضح أن الحواجز والبوابات التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي في جميع أنحاء الضفة الغربية تزيد من صعوبة التنقل بين المدن الفلسطينية.
وأشار طميزي إلى أن هذه الإجراءات لا تؤثر فقط على حرية الحركة، بل تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاد الفلسطيني، حيث تعيق حركة البضائع والتجارة، وأكد أن إغلاق الطرق أثر بشكل كبير على حياة المواطنين اليومية، وخاصة في الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم ومراكز الخدمات الصحية والاجتماعية.
من ناحيته قال أشرف غنام، صاحب مؤسسة “بباي مول” في مدينة الخليل بمنطقة وادي التفاح، بأن الأوضاع الاقتصادية أصبحت صعبة للغاية بسبب إغلاق الطرق، وأوضح غنام أن وصول البضائع إلى المدينة أصبح أمراً معقداً ويتطلب وقتاً أطول، مما يؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة.
و جاءت هذه الممارسات الاسرائيلية عقب عمليات تفجير في الخليل وقتل ثلاثة من افراد شرطة الاحتلال، لكن الاوضاع لم تكن افضل حالاً بالمحافظة حيث كان جيش الاحتلال والمستوطنين ينفذون اعتداءات شبة يومية بحق كافة سكان مدينة الخليل وقراها.
من ناحيته أكد جعفر القصراوي، أحد تجار مدينة الخليل، أن الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي ألحق أضراراً كبيرة بالتجار، وخاصة في فترة حساسة مثل موسم العودة إلى المدارس،
واوضح القصراوي أن تأجيل بدء الدراسة، الذي كان مقرراً بين 20 و30 أغسطس، إلى 9 سبتمبر زاد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية، حيث أدى هذا التأخير إلى تراجع في حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ.
وأضاف القصراوي أن تدهور الوضع الاقتصادي في المدينة فائقبسبب انقطاع المعاشات وعدم وجود فرص عمل داخل الخط الأخضر، مما أدى إلى نقص السيولة لدى المواطنين، وأشار إلى أن الحرب أيضاً تركت تأثيراً سلبياً على الحالة المعيشية، حيث أصبحت الأسر تعاني من نقص المال، وهو ما انعكس على القدرة الشرائية للمستلزمات المدرسية.
تشير الاعتداءات المستمرة على الأرض والتصريحات العلنية للمسؤولين الإسرائيليين إلى نوايا مبيتة ضد محافظة الخليل، وجنوب الضفة الغربية بشكل عام، ضمن مخطط تقوده تيارات يمينية متطرفة،هذه التيارات ترى في الوجود الفلسطيني تهديداً لرؤيتها بإقامة دولة يهودية خالصة.