[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بدموعٍ وحرقةٍ شديدةٍ تبكي طفلةٌ فلسطينيةٌ في غزة على فساتينها التي حرقها الاحتلال خلال قصف بيتها في رفح.
مشهدٌ تداوله رواد التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لطفلة فلسطينية عمرها ستة أعوام وهي تتحدث بمرارةٍ ووجع لتصف حال الأطفال في غزة وما يعانونه جراء حرب الإبادة المتواصلة منذ تسعة أشهر مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
تقول الطفلة وتغالبها الدموع: دارنا انقصفت.. والدنيا عيد، وفساتيني انحرقوا.. والناس أخذوا فساتينهم معهم”.
وتبكي بحرقة شديدة بعد أن اضطرها القصف الإجرامي للنزوح بعيدًا عن ويلات القصف هربا بحياتهم وسرق منها فرحة العيد وتركها بعيون ممتلئة بالدموع والحزن فتقول: “وأنا ما اخذتش فساتيني معي”.
وتعبّر هذه الطفلة التي أرهقتها أشهر العدوان المتواصلة عن أمنيتها – التي يأملها جميع أطفال غزة “أمنيتي أن تنتهي الحرب وأعود لبيتي وألبس فساتيني مرة أخرى”.
لحظات لسرقة الفرح
وعلى الرغم من الجرائم الصهيونية والعدوان المتواصل على غزة، استرق أطفال غزة لحظاتٍ من الفرح رغم أنف الاحتلال فارتدوا ما توفر لهم من ثيابٍ نظيفةٍ لا سيما وأن العدوان حرمهم من شراء ثياب جديدة، حيث لا يتوفر الطعام والماء فضلا عن إمكانية أن تتوفر الثياب الجديدة، وتجمعوا فوق الأنقاض مرددين تكبيرات العيد معبرين عن سعادتهم بحلوله.
وفي مقطع فيديو متداول ظهرت مجموعة من الفتيات وهنّ يرتدين ثيابهنّ التقليدية الجميلة التي تعبر عن التراث الفلسطيني الضارب في الأعمال، أثناء تأديتهن لصلاة العيد فوق الركام.
فعاليات ترفيهية
وفي مستشفى شهداء الأقصى ظهر طفلٌ صغيرٌ يتلقى العلاج بعد قصف الاحتلال لبيتهم، خلال ارتدائه لثياب العيد التي تلطخت بالدماء، فيما يحاول اهله ومن حوله تبديد مخاوفه بإعطائه “العيدية” ووصفه بالبطل الشجاع الذي يتحامل على الألم والوجع.
واستذكر أطفال غزة في مقطع آخر مصور أعيادهم السابقة التي كانت تتزين بوجود آبائهم وامهاتهم الذين قضوا شهداء في العدوان، حيث كانوا يستيقظون في الصباح الباكر لتناول كعك العيد وتقديم الأضاحي وذبحها، بعد الذهاب للمسجد وأداء صلاة العيد، حيث بدد العدوان كلّ ذلك اليوم مع استمرار عدوانه الغاشم.
ورغم الألم إلا أنّ أطفال غزة لم يتخلوا عن طقوس العيد، وفي خيمتهم المتواضعة التي ظهرت كقصرٍ مشيد، لم تغب تلك الطاولة التي يعتليها “كعك العيد” و “دولة القهوة السادة” التي تعبر عن الترحيب بالضيوف والكرم الفلسطيني والسعادة الغامرة بحلول أيام العيد.
وفي الاثناء ظهر مشهدٌ مبهجٌ لأطفال غزة وهم يتجولون بين خيام النازحين مرددين تكبيرات العيد، تلك التي يعكس صداها الفرح والسعادة والاحتفاء بالعيد والصمود بوجه العدوان واستراق لحظات الفرح التي سعى الاحتلال لجعلها مفقودة في قطاع غزة وسعى لقتلها بكل ما أوتي من قوة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد سعى الكبار كذلك في مستشفى المعمداني لإضفاء أجواء من السعادة والفرح للأطفال عبر فقراتٍ ترفيهية تخرجهم من أجواء العدوان والقصف والدمار، إلى مساحات أخرى فيها الفرح والتفاعل مع حلول العيد.
ويبقى أطفال غزة يعبرون عن أمنياتهم بعودة أيام الفرح والطشات خلال العيد، وأجواء المنزل الذي لم تدمره الحرب، والمسجد الذي كانت مآذنه سامقة في السماء وساحاته ممتلئة بالمصلين ويضج بتكبيرات العيد.
ويؤكدون على أحلامهم المشروعة وحقوقهم الإنسانية بارتداء ثياب العيد كمثل بقية أطفال العالم الذين لا تغتالهم الصواريخ، ولا يقتلهم الجوع، ولا يرعبهم صوت التفجيرات، ولا يحرمون من آبائهم الذين يقضون شهداء في عدوان الاحتلال، والأمل الأكبر وقف العدوان وإعمار غزة من جديد.
العدوان يقطف أرواح أطفال غزة
وفي مشهد مؤلم تودع عائلة مكلومة في غزة طفلتهم الشهيدة ويضعون مع جثمانها “صندل العيد”، الذي حرمها العدوان الغاشم من الفرح به، وعاجلها بقصف إجرامي لتقضي شهيدة مع عشرات الآلاف من الأطفال الذين اغتالهم جيش الاحتلال من قبل على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي يرقب المشهد بصمت وعجز وتآمر.
جديرٌ بالذكر أنّ “أكثر من 16 ألف طفل قتلهم الاحتلال خلال الحرب المتواصلة على القطاع”، وفقًا لتصريحات أدلى بها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الإثنين.
“}]]