غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أسماء مغاري، أم كأي أم، حلمت أن يكبر طفلاها (ابنها وابنتها) وتفرح بهما وبإنجازاتهما، ويكونان لها عونا عند كبرها، ولكن كعادة الاحتلال الوحشي خطفهما كما خطف آلاف الأطفال مثلهما في طوفان الأقصى وقلبها.
تنعى أسماء طفليها اللذين استشهدا في القصف الإسرائيلي على منزلهم في غزة، بقولها: “اليوم، يا أطفالي، أنتم من تخلصتم، وليس أنا، وبقيت في عالم أكثر رعبًا وبؤسًا، سلبكم مني في لحظة غدر، وأنتم تدعون يا رب ما يقصفنا الصاروخ”.
وتضيف بحرقة أم ثكلى: “قبلت والله قبلت مشيئة الله، لكن قلبي مكسور يا أولادي، ولم يكن الأمر سهلاً عليّ”.
وبطلب موجع كعادة الأمهات في حنانهن البالغ تطلب السماح منهما على شيء ليس باستطاعتها فعله، وحتى دول لم تقم به، وتستطرد: “سامحوني يا أبنائي، لو استطعت حمايتكم، لفعلت، وأبقيتكم في حضني، آهٍ لو استطعت.. سأواصل الحياة التي كنا سعداء بها معًا”.
وختمت أسماء “الجنة تليق بكم يا أبنائي، إنها مكانكم.. لن تستيقظوا خائفين على صوت الغارات الجوية بعد الآن، ولن تخافوا بعد الآن.. انتهى الأمر”.
ونذكر أن “ليسوا أرقامًا” سلسلة تستعرض جزءًا مما يتوفر من قصص بعض الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وكل يوم مع نبذة جديدة من سيرة عطرة لأحد الأحياء عند ربهم، بمشيئته سبحانه.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنفيذ محرقة في قطاع غزة عبر الجو والبر والبحر، مخلفة أكثر من 40 ألفا بين شهيد ومفقود وجريح، كشكل من أشكال الانتقام من المدنيين الفلسطينيين.