[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“الدفاع المدني معكم.. هل يوجد أحد تحت الردم؟”.. “في الطابق الأول يوجد أم وبناتها، وتحت الأنقاض نسمع أصوات أطفال”.. عبارات حفظها أبناء قطاع غزة وتتردد على آذانهم منذ ما يزيد عن 290 يومًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل؛ حيث تقوم فرق الدفاع المدني بأدوار بطولية في إنقاذ المصابين وانتشال جثامين الشهداء، بأدوات بدائية وسط قصف عنيف فوق رؤوسهم.
2300 عنصر من فرق الدفاع المدني، هو العدد الذي كان يكفي لإدارة الأزمات الطارئة قبل الحرب، إلا أنه في الوقت الذي يُفترض فيه أن يزداد هذا العدد أضعافًا تحت وطأة الدمار الناتج عن العدوان الإسرائيلي المتواصل، نجد أن العدد تقلص إلى بضع مئات بعد أن استهدفهم الاحتلال أثناء القيام بعملهم مُوقعًا 79 شهيدًا، ومئات المصابين.
المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قال في تصريحات سابقة إن الدفاع المدني بغزة فقد 80% من إمكاناته وقدراته ما أثّر سلبًا على عمل الطواقم، مضيفًا: “نحتاج إلى سيارات دفاع مدني وسيارات إطفاء وعدد كبير من المعدات”.
وأشار إلى أن الدفاع المدني عاجز عن إزالة الكميات الهائلة من الركام التي خلفتها الحرب الإسرائيلية، وأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الطواقم من الوصول إلى مناطق انتشال الشهداء والمصابين، ما يتسبب غالبًا في رفع أعداد الضحايا.
وأكد بصل أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض أي تنسيق بين الدفاع المدني والصليب الأحمر لأداء المهام الإنسانية في القطاع.
أن تكون ضمن فرق عمل الدفاع المدني، يتطلب منك أن تكون ذا إرادة صلبة وثبات انفعالي، إزاء المشاهد المروّعة والمجازر الوحشية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على مدار الساعة.. الأمر لا يتوقف على انتشال الجثث أو رفع الأنقاض، فهناك جانب آخر من المآسي يعايشها رجال الدفاع المدني باستمرار؛ حيث كثيرًا ما يسمعون بكاء مستغيث (ربما يكون رجلاً أو امرأة أو طفلا)، لا يستطيعون الوصول إليه إلا بعناء شديد، وربما ينقطع الصوت قبل الوصول إلى المصاب ليكون قد لفظ أنفاسه شهيدًا.
صورة أخرى ربما لا يتحملها كثير من الناس، يتعرض لها طواقم الدفاع المدني بشكل دائم؛ حيث يُعثر على رضيع أو طفل صغير وحيدًا بين أهله الشهداء، وربما بكون مبتور طرف أو مصابًا دون أن يكون بصحبته أحد من أهله.
لم بنجح رجال الدفاع المدني في القيام بواجبهم الوظيفي فحسب، ولكنهم ما زالوا يبهرون الأنظار بما يتحلَّون به من أمانة وتفانٍ في العمل؛ حيث كثيرًا ما يعثرون على أموال ومصوغات ذهبية ومقتنيات ثمينة، ربما لم يعد لها صاحبٌ بعد استشهاد الأسرة كاملة، ومع ذلك لا تمتد أيدي الأبطال المنقذين إلى شيء منها، بل يجمعونها ليؤدوها إلى من تبقى من العائلة أو وجهاء المناطق المنكوبة ليتم التصرف فيها حسب كل حالة.
نيران القصف الإسرائيلي لا تستثني العاملين بمديرية الدفاع المدني، رغم كونهم محميين بموجب القانون الدولي، بل تعمد إلى استهدافهم بشكل مباشر، ضمن سياسة “الأرض المحروقة” التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى ترسيخ قاعدة أنه “لا نجاة لأحد، ولا احترام لقانون، ولا استثناء لفئة”.
ويأتي الاستهداف الإسرائيلي لطواقم الدفاع المدني لطواقمها يأتي في إطار سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق طواقمها التي تقدم خدمات إنسانية بحتة وتسعى إلى إنقاذ الأرواح”، مشددة على أن “ذلك هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولكل اتفاقيات جنيف التي كفلت حرية العمل لمقدمي الخدمة الإنسانية”.
وفي الرابع عشر من تموز/يوليو الحالي، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، مقتل عنصر ثالث تابع لها في مجزرة الجيش الإسرائيلي بمنطقة مواصي خان يونس (جنوب)، ما رفع عدد شهداء المديرية إلى 79 منذ اندلاع الحرب.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني، في بيان: “ارتفع عدد شهداء الدفاع المدني في المجزرة الإسرائيلية بمواصي خان يونس إلى 3 شهداء، بعد ارتقاء الشهيد الإطفائي بلال رمضان فرحان، متأثرًا بإصابته الخطيرة”.
“}]]